أين المفر ؟
لطالما أنتِ ليس بين أحضاني
فالعالم وما فيه ليس يعنيني
وإن كان أقرب الناس إليكِ
بسجن فأنتِ السجن والسجانِ
أما وإن كان الذنب تقصيري
سلي نفسكِ ولا تسأليني
كنت القاضي والحكم ولم
تنصفي نفسكِ ولم تنصفيني
إبتغيت حبكِ وافتديت
جمالكِ ولم تبتغيني
زرعتكِ لبلاب في لغتي
وتعددت اللغات ولم تفهميني
كأني نهر عميق المعاني وأنتِ
جنة الخلد في جوف عيوني
غزال يفوق روعته حين
أكتبكِ في دواويني
وشيطان رجيم في عيونكِ
وعاصي حين تكتبيني
طويتكِ تحت أجنحتي
وتركتِ تسبحين في شراييني
فعرفتي أن داء قلبي
حبكِ وتورعتي أن تداويني
شقيت بداءكِ حتى عجز
الطب والطبيب يداويني
فلا تسأليني متى أحببتكِ
فحبكِ بدمي منذ تكويني
بيني وبينكِ ألف قصة
وأراكِ دوماً تهجريني
والبعد عنكِ ليس فاصلي
وخيالكِ لم يفارقني كالمجانين
رفقاً فأني فقيراً في الهوى
بل مخلوق من طينِ
لست وحدكِ من تملكِ الكبرياء
فالكبرياء خلق من أجل عيوني
بعيداً عن عيون الناس
كنتُ أخفيكِ في جفوني
ولم تسمعي أنين قلبي
ولم تأسفين ولم تدثريني
بين أحضانكِ وروحي تنازع
بقاياكِ وتعلمين أنكِ قريني
ولم تنصفي حبي كما نصفتكِ
وعلى ضوء الليل لم تصافيني
إنتظرتكِ على شط الهوى
وعلى شط العذاب تركتيني
أين منكِ المفر وأنتِ وشم
بصدري والعشق فيكِ يغريني
دوماً حبكِ يراقص حروفي
فوق السطور كالمرجانِ
في ميلادكِ أهديتكِ وشاحاً من
شبابي مطرز من بقايا حنيني
وتهديني في الكهولة كأساً
يمزق في الجسد شراييني
هزمتُ كل منازلٍ في ميادينِ
وفي عقر داري أنتِ هزمتيني
بقلمي سيد ابوزيد
تعليقات
إرسال تعليق